العقيدة الصحيحة والعقيدة الفاسدة بعث الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرّسل لتصحيح عقائد النّاس بعيداً عن الشِّرك والضّلال، وقد كان المقصد الأهم من رسائلهم أن يعبد النّاس ربّهم ويعرفوه من خلال شرائعه وكتبه التي أنزلها على رسله وأنبيائه، قال تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [النحل 36].
وبعد أن كان النّاس أمّة واحدة موحِّدين لله تعالى بفطرتهم السّليمة، جاءتهم الشّياطين لتُبِعدهم عن عقيدة التوحيد ولتُسوّل لهم الإيمان بعقائد لم يُنزل الله بها من سلطان، ولهذا وَجُب علينا معرفة مفهوم العقيدة الصّحيحة التي ينبغي أن يؤمن بها النّاس، ومفهوم العقيدة الفاسدة.
مفهوم العقيدة الصّحيحة يُطلق مفهوم العقيدة الصّحيحة على الاعتقاد والإيمان القلبيّ الجازم الذي أمرت به الشّريعة الإسلاميّة وبيّنت أنواعه وأركانه، فالعقيدة السّليمة هي:
- عقيدة التّوحيد المشتملة على توحيد الرّبوبيّة أي الإيمان بالله تعالى وبأفعاله سبحانه من خلقٍ وتدبيرٍ ورزقٍ وإحياء وإماتة.
- توحيد الألوهيّة أي توحيد الله تعالى بأفعال العباد من عبادةٍ وذكرٍ ورجاءٍ وتوسّل.
- توحيد الصّفات ومعناه الإيمان بصفات الله تعالى جميعها، ونفيها عن غيره من الأنداد والمخلوقات.
- العقيدة الصّحيحة هي العقيدة التي تتضمّن الاعتقاد بأركان الإيمان السّتة وهي الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره .
- العقيدة الصّحيحة هي العقيدة الخالية من البِدع، فالله سبحانه وتعالى قد أنزل شريعةً كاملةً شاملةً تبيّن للنّاس ما يتعلّق بجميع شؤون حياتهم وتشتمل على الاعتقاد والقول والعمل.
مفهوم العقيدة الفاسدة هي العقيدة التي تخالف العقيدة الصّحيحة التي أمر بها الله سبحانه وتعالى في جوانب كثيرة، ومن أبرز ملامح العقيدة الفاسدة نذكر:
- أنّها عقيدة ناقصة لا تتضمّن التّوحيد الكامل لله تعالى، فعقيدة أهل الجاهلية على سبيل المثال هي عقيدة فاسدة، فقد كانوا يؤمنون بأنّ الله تعالى هو الرازق المدبّر الخالق، بمعنى أنّهم موحِّدين لله تعالى توحيد ربوبيّة فقط، بينما كانوا يعبدون الأصنام لتقرّبهم إلى الله تعالى، وهذا ينافي توحيد الألوهيّة.
- أنّها عقيدة تتضمّن معتقدات باطلة تتعارض مع ما جاءت به العقيدة الصّحيحة المستمدّة من القرآن الكريم والسنّة النبويّة المطهّرة، ومن تلك المعتقدات الباطلة اعتقاد العصمة لأحدٍ من البشر غير الأنبياء والرّسل، أو تأويل صفات الله تعالى التي ذُكرت في القرآن الكريم، مثل تأويل صفة الاستواء على العرش تأويلاً خاطئاً، والأصل الإيمان بهذه الصّفات كما قال السّلف من غير تكييف أو تشبيه أو تمثيل.
- أنّها عقيدة تُبنى على البدع، مثل التوسّل بقبورالصّالحين والتبرّك بها اعتقاداً بأنّها سوف تضرّ أو تنفع، وذلك ينافي عقيدة المسلم الصحيحة المبنية على الإيمان بأنّ الله وحده سبحانه هو من يملك النّفع والضّر للإنسان.